عاصمهو عاصم بن بهدلة أبي النَّجُود أبو بكر الأسدي مولاهم الكوفي الحناط (ت128)، شيخ الإقراء
بالكوفة . ويقال أبو النجود اسم أبيه وبهدلة اسم أمه، وقيل اسم أبيه. جيد في
الحديث وله أوهام. وهو الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة، بعد أبي عبد الرحمن السلمي
(الذي قيل أن عثمان أرسله بالمصحف الكوفي). جمع بين الفصاحة والإتقان والتحرير والتجويد. وكان
أحسن الناس صوتا بالقرآن.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عنه، فقال: «كان رجلا صالحاً قارئاً للقرآن. و أهل الكوفة
يختارون قراءته، و أنا أختار قراءته (يعني من بين الكوفيين). و كان خيرا ثقة. و الأعمش أحفظ منه،
و كان شعبة يختار الأعمش عليه، في تثبيت الحديث». أقول: كان عاصم أقوى من الأعمش في
القراءات، وكان الأعمش أحفظ للحديث من عاصم. واختار أبو حنيفة قراءة عاصم (بغير واسطة)، أما
أحمد بن حنبل فقد مزج بين قراءة أبي بكر عن عاصم، وبين قراءة إسماعيل بن جعفر عن نافع، وبين
قراءة أبي عمرو البصري.
حمزةهو حمزة بن حبيب بن عمارة الفارسي الأصل (80–156هـ). جيد في الحديث، لا يرتاب أحد في
صدقه وصلاح دينه. وأما في الحديث فلم يكن حافظاً له. و قال أبو بكر بن منجويه وابن حبان :
« كان من علماء زمانه بالقراءات ». وروي عن أبي حنيفة أنه
قال : «غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض».
الكسائيعلي بن حمزة بن عبد الله الكسائي (119-189هـ). كان الكسائي من كبار النحويين، حتى قال
الشافعي : « من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيالٌ على الكسائي».
وهو مؤسس مدرسة النحو الكوفية، مع أنه مولى. ورحل إلى البصرة فأخذ اللغة عن الخليل.
ألف الإمام الكسائي في شتى العلوم فألف كتاب معاني القرآن وكتاب القراءات وكتاب العدد وكتاب
النوادر الكبير وكتاب النوادر الأوسط وكتاب النوادر الأصغر وكتابا في النحو وكتاب العدد واختلافهم فيه
وكتاب الهجاء وكتاب مقطوع القرآن وموصوله وكتاب المصادر الحروف وكتاب الهاءات وكتاب
أشعاره.
أبو جعفر القعقاع يزيد بن القعقاع أبو جعفر (ت130): إمام فقيه مقرئ، ثقة في رواية الحديث، وهو عربي النسب على
الراجح. روى عن بعض الصحابة مثل ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة وجابر بن عبد الله. قال محمد
بن سعد : « كان ثقة قليل الحديث. و كان إمام أهل المدينة في القراءة، فسمي القارئ بذلك ».
وقال مالك بن أنس: « كان أبو جعفر القارئ رجلا صالحا يفتي الناس بالمدينة ».
قال الأندرابي : « كان أبو جعفر أول من اختير (من) التابعين، وتصدر للإقراء
قبل الحرة ، وكان يوم الحرة سنة ثلاث وستين، فكان إمام دار الهجرة بلا منازع والصحابة في
الأحياء ».
قال الذهبي: « قرأ القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة
المخزومي وفاقاً. وقال غير واحد: قرأ أيضاً على أبي هريرة وابن عباس –رضي الله عنهم– عن
قراءتهم على أبي بن كعب... قيل إنه: قرأ على زيد بن ثابت (-11هـ-55هـ)، ولم يصح ».
وأكثر هؤلاء تأثيراً عليه هو مولاه شيخ القراء ابن عياش، وكان من أهم أصحاب أبي
وزيد. ومشايخ نافع الخمسة كذلك قرؤوا على ابن عياش.
وذكر أبو جعفر: أنه كان يمسك المصحف على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة. قال: وكنت أرى
كل ما يقرأ، وأخذت عنه قراءته.
والصحيح أن قراءته متواترة، فقد كان مقرئ المدينة أيام الصحابة قبل شيبة بن نصاح وقبل نافع،
وكانوا يقدمونه على ابن هرمز. لكن قد تفرد أحمد بن زيد الحلواني (وهو من كبار الحذاق المقرئين،
ت250هـ) برواية قراءته إلينا، مما جعل البعض يطعن بتواتر قراءته. واعتبروا أن قراءته – وإن
تواترت في عصره – فإنها لم تصل إلينا متواترة.
يعقوب بن إسحاق الحضرميقارئ أهل البصرة في عصره يعقوب بن إسحاق مولى الحضرميين (117-205هـ): ثقة في القراءة،
لين في الحديث. قال أبو حاتم السجستاني: «هو أعلم من رأيت بالحروف
والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه، ومذاهب النحو». قال طاهر بن غلبون:
« وإمام أهل البصرة بالجامع لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب رحمه الله تعالى »
، يعني في الصلوات. وقال علي بن جعفر السعيدي: « كان يعقوب
أقرأ أهل زمانه، وكان لا يلحن في كلامه ». وقال أبو القاسم الهذلي:
« لم ير في زمن يعقوب مثله. كان عالما بالعربية ووجوهها والقرآن واختلافه،
فاضلا تقيا نقيا ورعا زاهدا ».
قرأ يعقوب على أبي الأشهب العطاردي الذي قرأ على أبي رجاء العطاردي (عمران بن تيم البصري)
الذي قرأ على أبي موسى الأشعري ، وقرأ أبو موسى الأشعري على رسول الله . قال ابن
الجزري: «هذا إسناد في غاية العلو والصحة، وله أسانيد أخر».
وأبو رجاء هذا (ت105هـ): أخذ القراءة عرضاً عن ابن عباس ، وتلقن القرآن من أبي موسى . حتى
أنه قال: « كان أبو موسى يعلمنا القرآن خمس آيات خمس آيات ».
كما أن يعقوب قد قرأ القرآن على أبي المنذر سلام بن سليم ومهدي بن ميمون وشهاب بن شرنفة.
خلفخلف بن هشام بن ثعلب (150–229هـ): ثقة في رواية الحديث، وهو عربي النسب. قال أبو عمرو
الداني: « قرأ القرآن عن سليم (عن حمزة). و أخذ حرف نافع عن إسحاق المسيبي، و حرف عاصم
عن يحيى بن آدم. و هو إمامٌ في القراءات، و له اختيارٌ حُمِلَ عنه. متقدمٌ في رواية الحديث، صاحب
سنة ثقة مأمون ».
حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، وابتدأ في الطلب وهو ابن ثلاث عشرة. أخذ القرآن عرضاً عن
سليم بن عيسى وعبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة. وكتب قراءة عاصم عن يحيى بن آدم. وقرأ
على أبي يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى (وهو أجل من روى عن أبي بكر شعبة) لعاصم. وقرأ
على يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم، أيضاً. وأخذ حرف نافع عن إسحاق المسيبي وإسماعيل
بن جعفر. وسمع من الكسائي الحروف، ولم يقرأ عليه القرآن.
وإضافة لروايته لقراءة حمزة، فقد كانت له قراءة خاصة من اختياره تعتبر القراءة العاشرة. وقراءة
خلف أكثرها مأخوذ عن حمزة. وما قيل عن عدم تواتر قراءة حمزة، هو دليل على عدم تواتر قراءة
خلف كذلك. قال ابن أشتة: « كان خلف يأخذ بمذهب حمزة، إلا أنه خالفه في مئة وعشرين حرفاً
في اختياره».