تدخين الآباء يجني على صحة الابناء
الاطفال هم أزهار الحياة وأجمل ما فيها وهم أمانة في اعناقنا وللأسف فأننا
نلاحظ في مجتمعاتنا العربية ظواهر جديدة تسيء الى اطفالنا وتخالف عاداتنا
الشرقية ومن اهمها تفشي عادة التدخين وتدخين الشيشة وخلافها، وتلعب عوامل
البيئة واستعمال المكيفات بشكل مستمر والرطوبة دورا مساعدا في زيادة اخطار
التدخين حيث نشهد في كثير من الاحيان تدخين الأب في السيارة بوجود اطفال،
رضع او صغار او تدخين في الأماكن المغلقة والمصاعد وخلافه، والشيء الغريب
عدم اكتراث الاهل لذلك وغياب الوعي الصحي وعدم تطبيق القوانين الرادعة
لذلك.
وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية w.h.o حول اخطار تدخين الآباء بوجود
الابناء والاطفال الصغار، اشار الى وفاة 600 الف طفل من اطفال العالم
سنويا نتيجة تعرضهم لمخاطر التدخين غير المباشر او ما يسمى بالتدخين
السلبي عن طريق الآباء والامهات وتأثيراته الانية على الرئة والجهاز
التنفسي والتأثيرات المستقبلية على القلب والسرطانات وغيره.
والتدخين السلبي يعني وجود اشخاص في مكان مغلق به مدخنون، والتدخين هو
عادة سيئة واضراره المباشرة تقع على المدخن ولكن في الوقت نفسه فقد يكون
الاشخاص المحيطون بالمدخن معرضين للخطر بدرجة لا تقل عن المدخن نفسه حيث
ان الجو المشبع بالدخان يزيد خطر الاصابة بأمراض النزلات الشعبية
والالتهاب الرئوي والربو والتهابات الانف والاذن والحنجرة وبشكل خاص عند
الاطفال حيث ان جهاز المناعة يكون غير مكتمل بالشكل الكافي ويستنشق الطفل
الدخان بشكل سلبي.
وفي تقرير لجمعية المخاطر البيئية للاكاديمية الاميركية لطب الاطفال نشر
حديثا اشارة الى ان دخان السجائر هو واحد من اهم مصادر التلوث البيئي وهو
مهدد خطير لصحة الطفل على مستوى العالم، حيث ان هنالك علاقة طردية بين
المستويات العالية من تلوث الهواء وبين حدوث الامراض الرئوية المزمنة بما
فيها التهاب القصبات.
ان تلوث الهواء يفاقم الامراض الرئوية الموجودة ويسيء لوظائف الرئة عند
الاطفال والمراهقين، وهنالك علاقة واضحة بين زيادة نسبة التهاب القصبات في
فترة المراهقة وكذلك الامراض التنفسية الاخرى وتدخين السجائر في هذه
الفترة ويجب ان تؤخذ هذه الظاهرة بشيء كبير من الحرص والوعي والحزم.
ومن خلال ممارساتنا اليومية نصادف العديد من حالات الحساسية الصدرية عند
الاطفال المستعصية على العلاج وبعد التحري عن كون احد الوالدين مدخنا نجد
السبب المباشر لعدم تحسن الطفل، ان مرض الربو القصبي مرض شائع جدا في
ممارسات طب الاطفال وهنالك علاقة وطيدة بين وجود الطفل في اسرة بها مدخنون
وتفاقم حالة الطفل، والربو يحدث بشكل عام نتيجة تخرش الجهاز التنفسي بمادة
معينة كالغبار .
او دخان السجائر او الشيشة او المحروقات او قد يكون نتيجة عوامل مناعية
وهي عبارة عن مواد تسمى المؤرجات مثل غبار الطلع والصوف وريش الطيور
والحيوانات، وهذه المؤرجات تتحد على سطج القصبات الهوائية وتؤدي الى تمرير
العديد من المواد كالهيستامين والليكوترين ومواد اخرى عديدة، مثل مادة
«التأق» البطيئة التفاعل s.r.a ويسمى هذا النوع بالربو «الاليرجائي» وهناك
استعداد عائلي حيث تتكرر الاصابات في بعض الاسر نتيجة تشابه الظروف
المهيئة لحدوثه.
د. محمد صفوان
جريدة البيان